ظل يسامر قارعة الطريق و يفترش الأرض الصماء في عز ليالي الشتاء القارسة و لهيب أيام الصيف الحارقة، منذ ما يقرب من ثلاث سنوات خلت، بعد أن غادر فجأة فصول التدريس لأسباب عائلية كما قيل.
الأستاذ حسن الذي لا يتحدث غالبا إلى أحد، أمضى حسب رئيسة "جمعية القلوب الرحيمة" بطنجة حسناء أزواغ ثلاث سنوات بأزقة و شوارع طنجة، بعد أن تخلت عنه سيدة كانت برفقته لا زالت هويتها مجهولة، لتسلِمه إلى مصير التشرد و سائر أعراض الأمراض النفسية التي استحكمت فجأة من رجل تعليم أفنى زهرة شبابه في تعليم أبناء الوطن.
هبة بريس تحدثت إلى حسناء أزواغ التي أكدت أن جمعيتها تتعامل مع هذه الحالة من 3 سنوات، تمده بملابس و حاجيات الخاصة التي تُسرق منه في كل مرة، دون أن تتعرف إلى هويته الحقيقية. إلا أن مصادر أفادتها أن المعني ينتمي إلى سلك التعليم الثانوي بإحدى مؤسسات الرباط. شكوك أكدها اتصال برئيسة الجمعية من أساتذة بإحدى ثانيات العاصمة تفيد بفقدان أستاذ يحمل اسم محمد منذ مدة مقاربة.
رغم مُعاناته النّفسية و الصحية البادية، لازالت سلوكات الأستاذ المسالمة تلازمه رغم وضعه الحالي، في انتظار من يفرج عنه ركبه و يرفع عنه هذه النعاناة الماساوية التي طالت رجل تعليم غادروا أوضاعهم الاجتماعية المريحة إلى افتراش الأزقة و الشوارع في تجاهل تام لزملاء المهنة و مسؤولي القطاع.