Lahrach Abdeslam
وفي قاعة دراسيّة لمستوى الثانية باكالوريا، بإحدى ثانويات هذا البلد العميق 46 تلميذا في القاعة في زمن " مدرسة النجاح"، لكلّ طالب طاولة خشبيّة شبه مكسورة من أحد الأطراف، ، ومثلها الكرسيّ، وكلّ تلميذ يحرّك طاولته أو كرسيّه Kيحدث صوتًا مزعجًا يفقد التّركيز ويشوّش على حصّة الدّرس. جدران القاعة متّسخة قليلاً، وكل ما هو مكتوب فيه يعبر عن هموم التلاميذ ومستواهم، وربما ينتقمون من الجدران النوافذ بدون ستائر، تعلوها غبرة داخليّة وخارجيّة، وبقايا بصمات أصابع ، ومكتب الاستاذ، متّسخ قليلاً ، وأرضية القاعة لا يمكن تحديد لونها الأصليّ بسبب تجمّع الأوساخ الكثيرة، وبقايا أوراق متهالكة صغيرة، والقاعة ليس بها كيس للبقايا، ، وبعض التلاميذ يرمي بقايا ما يستعمله أو يأكله أثناء الحصص في دُرجه، أو يرميه تحت قدميه، أمّا السّبورة ذات التّقسيمات الثلاثة، والسواد غير المكتمل بسبب بقايا كتابات سابقة لا تزول مع المسح، أو مواد صلبة متراكمة أخذت شكل شامات تكسو وجه السّبورة، فهي شبه جاهزة للاستعمال،و التي لا يوجد على رفّها السّفلي ممحاة لإزالة ما يُكتب عليها،. أمّا التّلاميذ الذين هم في سن المراهقة، فبالنسبة للذكور: وضعوا خرائط على شعر رؤوسهم، قيل انهم يسايرون الموضة؟؟؟؟ أما التلميذات فيتنافسن في العري، وصباغة الاضافر، الا ما رحم ربك، يوم يأتي بكتاب المادة، ويوم يقول نسيت الكتاب! ودفاتره غائبة عن الحضور، وإن أحضرها فهي بلا عنوان أو تاريخ أو تنظيم. يكتب كيفما اتّفق في أعلى الصّفحة أو أسفلها، ويفصل بين سؤال وآخر بقلمه بخطّ يحرّكه بيده، دون مسطرة... متعرّج ومشوّه، وبألوان لا يُراعي فيها إلاّ الموجود يده، لا جمال أو تناسق أو ترتيب! ربّما هو معذور؛ فكلّ ما حوله موجود هكذا! المنهج الخفيّ للبيئة التّعليميّة فوضويّ، ومؤسّسات المجتمع كذلك هذا متأثّر بذاك.. يا حسرتاه على التعليم