لازالت نتائج الامتحانات الكتابية المعلنة امس بخصوص مباراة ولوج المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين تثير سخط المترشحين والمترشحات خاصة الذين استعدوا لها بكل جدية وحزم، واستنكار اوليائهم للطريقة التي تم بها الاعلان عن النتائج(عدم نشر المعدلات التي حصل عليها كل مترشح في كل مادة) لمقارنتها مع تلك التي كان يتوقعها قبل الاعلان عن النتائج من جهة ومع تلك التي حصل عليها زملاء اخرون للحكم الى اي مدى تتماشى هذه النتائج مع المصداقية والنزاهة التي تطبل لها وزارة التربية الوطنية ،وكان ينشدها معظم المترشحين طيلة فترة ما بعد اجراء المباراة.الم تكن مدة الخمسة اسابيع كافية لتحقيق هذا الطموح الذي راود كل المترشحين واسرهم الذين قضى معظمهم ليلة بيضاء بالامس على وقع حزين ومؤثر .فمعظم هؤلاء يشمون رائحة غير طيبة في هذه النتائج التي جاءت مخيبة للامال وعكس كل التوقعات.لقد ابدعت وزارة التربية الوطنية في نسج فيسفساء جميل من الناجحين:ارضاء خواطر مجموعة من المعطلين الذين عجز بنكيران عن ايجاد حل واقعي لهم، وارضاء فئة من رجال التعليم الذين كرهوا العمل في الاصطبلات وفي ظروف لا انسانية دون ان يفكر بنكيران يوما ما في معاناتهم اليومية التي لا تقدر بثمن واضافة اسماء شاخت وهرمت من طول انتظار الوظيفة التي حرموا منها لان قطار الربيع العربي فاتهم بلحظات.
ولنعد الان قليلا الى اجواء المباراة التي اصدر في شانها الوزير الوفا بلاغا قال انها مرت في ظروف حسنة،ولو كلف هذا الشخص نفسه عناء زيارات مباغتة لبعض مراكز الامتحانات لندم اشد الندم على ما قاله حيث ظاهرة النقيل بالطاي الطاي وباتصال مباشر عبر الموبايل...
ومما زاد المترشحين والمترشحات قلقا وتعصبا كون الوزارة لم تصدر ولو بلاغا واحدا طيلة فترة ما بعد اجراء المبارة تخبر فيه الراي العام باجواء تصحيح الاختبارات وموعد الاعلان عن النتائج الا بعد ان هرم الجميع من طول الانتظار وسخط الكل على هذه الطريقة السخيفة التي تعاملت بها الوزارة الوصية مع مشاعر فلذات الاكباد واسرهم والذين انفقوا الاف الدراهم لتتبع نتائج الامتحان كل صباح عله ياتي بجديد،وكان اكبر مستفيد اتصالات المغرب والتي ضخت عليها هذه المباراة الاف الساعات من النت.
اما قضية الموظفين فحدث ولا حرج،ضاقت عليهم الارض بمارحبت بخصوص الترخيص:ايرسلونه الى النائب،الاكاديمية،الوزير او رئيس الحكومة؟ايرسلونه قبل اعلان النتائج ام بعدها؟ولا احد اصدرا بلاغا واضحا في الامر يريح الموظفين من هذه المعضلة التي لا زالت تحاصرهم الى حدود كتابة هذه السطور والكل يعلم اننا في عطلة والوقت ضيق ومدراء المؤسسات يستعدون للسفر رقة ابنائهم وزوجاتهم للابتعاد عن ملل التنقل والوحشة والقاهرة الكحلا.ومما يزيد الطين بلة كون الوقت اصبح ضيقا جدا ولا تفصلنا الا ايام معدودة لانتهاء فترة ايداع طلبات الترشح للمباراة الشفوية.
بعد كل هذا وذاك،وفي ظل هذه الظروف المريرة التي رافقت المباراة الكتابية،الا يمكن التساؤل عن جدوى المشاركة في مباريات لا نعرف من يضمن نزاهتها وشفافيتها؟