صباح يوم الأربعاء ثاني يناير من السنة الجديدة و كباقي الأيام، اكتضت التعاضدية العامة للتربية و التعليم الكائنة في كليز بمراكش بعشرات الأساتذة القادمين من كل فج عميق. التعاضدية في بنائها المتواضع لا تتوفر على منظم رقمي للطابور حيث يبادر الأساتذة بتطوع من أحدهم بكتابة أرقام على وريقات صغيرة ممزقة بشكل عشوائي و يوزعونها على القادمين بالترتيب كي يحترم الطابور بينما يقوم أستاذ آخر بالمناداة على الرقم الموالي كلما أنهى أحدهم دفع وثائق (لاميتوال). يستمر الحال على هذا المنوال إلى أن تختل الموازين أحيانا فتجد رقمين أو أكثر متشابهين أو لا تجد من يقرأ الأرقام الترتيبية و ينظمها فيكتظ الأساتذة أمام الشباكين الوحيدين.
فانتفضت أحد الأستاذات و قالت عار علينا أن نبقى ، و في هذه الألفية ، ألفية التكنولوجيا و التقدم، أن نقضي وقتا طويلا في هذا المكان من أجل فقط وضع ملف بالتعاضدية و نحن كثير بينما لا تولي لنا التعاضدية بالا سوى بموظفين مغلوب على أمريهما منذ الصباح و حتى الثالثة و هما مثنيي الظهر مكثرتنا. عارن علينا أن نظل ساكتين صامتين مغلوب علينا و نحن منبع التربية و التغير من الخطأ إلى الصواب، فلنتحد و نكتب على الأقل في بضعة سطور مشكلنا و نشكي و لا نجلس نبكي ثم نمشي ... في صمت رهيب.
اتفق الجميع على رفع الضرر ، و قرروا ألا يغادروا إلا و الورق قد تحرر.. و كذلك كان القدر .... فانظروا الصور
