twt test

موقع التربية والتعليم

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الحركة الإنتقالية ... إلى متى ؟



بقلم : المثمر المصطفى


مع مطلع شهر ماي من كل سنة ، يتكرر ذات السيناريو ، ترقب مشوب بالحذر ، الآمال معلقة على جرة قلم قد تقربك من الأهل و تخرجك من الكهوف الغابرة ، أو جرة تجر معها الخبر الأليم ، الذي يتجرع مرارته الكثير من رجال و نساء التربية و التعليم ، لكن السؤال : إلى متى ؟ و للجواب عليه ، نحتاج أولا أن نجيب عن سؤال آخر لا يقل أهمية ، لماذا كل هذه الاهتمام الزائد بعملية الانتقال ؟
إن المتأمل لخريطة التعليم بالمغرب ، سيجد نفسه أمام قراءة معكوسة للمثل المغربي الدارج "الغراف تايمشي عند الخابية" ، إذ أن القائمين على الشأن التربوي بالمغرب و لشدة ولعهم بالفرنسية التي تقرأ من اليسار إلى اليمين ، جعلوا "الخابية" التي في حالتنا هاته هي: الوحدة المدرسية تذهب عند "الغراف" الذي هو: المتعلم ، و هي سياسة ضررها أكثر من نفعها ، كيف ؟

أول شيء يسترعي الانتباه ، هو أن ما نسميه مدرسة لا يحمل من أوصاف المدرسة إلا ذلك النمط المعين من العمران و "حفنة" من الطاولات المهترئ أكثرها ، و في الغالب تقع هذه البناية في مكان مقفر ، بما أن الأرض التي بنيت عليها ممنوحة من طرف أحد الفلاحين -"ذي الكرم الحاتمي"- الذي يقتطع جزءا من أرضه الفلاحية التي توجد قرب بعض المتعلمين و نبعد عن الآخرين بمسافات تحسب بالكيلومترات ، ما يجعل من مسألة الهدر المدرسي تحصيل حاصل ، خصوصا بالنسبة للإناث .
تعرف هذه "المدارس" إضافة إلى ما تقَدم ، نقصا مهولا سواء في المرافق أو الوسائل التربوية ، فعلى مستوى المرافق الضرورية ، ستجد أن جلها غير مجهز بمطاعم و مراحيض و ساحات للعب و عيادات ، دون الحديث عن سكنيات للمدرسين ، أما الوسائل التربوية فهي عملة نادرة الوجود ، و ليس على المدرس إلا أن يتدبر أمره في تطبيق بيداغوجيات حديثة بوسائل بدائية ، هذا إن ترك له "التصبين" و "التحضير" و "التصحيح" و تعبئة المذكرات حماسا ليبتكر و يصمم .

هنا ، سنعرف لماذا يحاول رجال و نساء التربية و التعليم الفرار بجلدهم ، و وصل الليل بالنهار داعين متبتلين لرب العزة ان يفتح لهم فتحا مبينا يزيح عنهم هما ثخينا ، همٌّ لا يتخلص منه إلا متزوج ذو حظ عظيم ، و "ساعد" متين ، و "جدة" دائمة الحضور في أعراس المسؤولين و النقابيين ، و هو ما يحيلنا إلى سؤالنا الأول : إلى متى ؟

لقد وصلنا إلى مرحلة أصبح معها تغيير السياسة المتبعة في تدبير القطاع أمرا ضروريا ، فعوض عملية التعيين التي تتم بالمنجنيق ، تاركة الموظفين يتخبطون و يقاسون ، وجب توفير بنية تحتية قائمة على قراءة سليمة للمثل الدارج ، إذ نعمل على تعبيد الطرقات التي تصل الدواوير بأقرب قرية [
village] ، حيث توجد مدرسة مستقلة تضم إضافة إلى الحجرات الدراسية مطعما ، مراحيض ، قاعات للإعلاميات ، ملاعب ، سكنيات للمدرسين ... و الأهم نقل مدرسي ينقل المتعلمين من المدرسة إلى البيت ، آنذاك سيتزحزح تعليمنا السقيم عن تلك المراتب المخجلة ، غير هذا ، سنقعد دوما في انتظار شهر ماي ، لنعرج على عيادات الضغط و الأعصاب إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.


المثمر_المصطفى 



المثمر المصطفى ، أستاذ التعليم الإبتدائي و مدير موقع الموسوعة التربوية .

عن الكاتب

الإدارة التربوية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

twt test