كشفت مباراة ولوج مراكز مهن التربية و التكوين بوزارة التربية الوطنية الأخيرة عن مفارقات غريبة في تدبير الشأن التربوي المغربي، سواء على مستوى طريقة إجراء الاختبارات الكتابية، أو الاعلان عنها، أو ما تلا ذلك من نتائج أثارت حفيظة الراسبين في الكتابي، أو من حيث طبيعة بعض الفئات الاجتماعية التي ستجتاز الاختبار الشفوي قبل أن تلج مراكز التكوين لـتأهيلها للتدريس بالمدارس العمومية.
بدأت قصة هذه الامتحانات باعتماد الطريقة الكندية في الاجابة عن الأسئلة، بغية تيسير عملية التصحيح، بعد أن تم إلغاء الانتقاء الأولي المعمول به سابقا. إلا أن طبيعة أسئلة بعض التخصصات كانت غريبة نوعا ما، خاصة في مادة التربية البدنية، حيث وجدت المرشحون أنفسهم أمام استفسارات عن أسماء الأندية الفائزة ببطولات محلية في رياضات غير شعبية و في مختلف المستويات العمرية!
إلا أن تأخر الاعلان عن النتائج، كان السمة البارزة لهذه الامتحانات، بعد أن شاع اعتماد الوزارة لأجهزة التّصحيح الذاتية. فقد تأخر ظهور أولى أسماء الناجحين لأكثر من شهر كامل عن موعدها المحدد، و لتحمل من جديد مفاجآت أخرى، تمثلت بالخصوص في تقليص المناصب المعلنة سلفا، إضافة إلى ظهور تسلسل أفراد من نفس العائلة ضمن الناجحين في الاختبار، ضمن قوائم تداولتها العديد من الصفحات التربوية كتشكيك في نزاهة الامتحان من أصله. حيث عبر كثيرون عن استغراب إقصائهم، رغم صحة إجاباتهم بعد مُقارنتها بعناصر الاجابة لاحقا، ما دفع بكثيرين للمطالبة بإعادة الإعلان عن النتائج مرفقة بالمعدلات كما كان الأمر سابقا.
مفاجأة ثالثة كانت تنتظر الموظفين المشاركين في هذا الامتحان و الراغبين في تحسين إطاراتهم و مغادرة زنازين التعليم الابتدائي و الإطارات الدنيا، حين قام الوزير بلمختار بمخاطبة مصالحه بمنع تراخيص اجتياز الاختبار الشفوي عن موظفي الوزارة، ما أجَّج حركة احتجاجية طالت أغلب النيابات و الأكاديميات التعليمية بالمغرب.
المفاجأة الطريفة التي حملتها هذه الاختبارات تجلت في مشاركة مهندس دولة في الطيران عاطل عن العمل في هذه المبارة، كما تم الكشف اليوم عن وجود عون نظافة بمدرسة ابتدائية ضمن قوائم الناجحين المتأهلين للاختبار الشفوي، و الذي تم منعه أيضا من ترخيص الاجتياز على اعتبار انتمائه للوزارة.