من جديد أطرح هذا السؤال رغم أنني كتبت عنه على الأقل ثلاث مواضيع نشرت بالانترنيت وبجرائد، والدافع الآن لإعادة الطرح حدث وقع الأسبوع الجاري جدير بالإثارة، فقد فضلت أستاذة أن تتغيب وتتقدم بشهادة طبية مدتها بضعة أيام عوض "مواجهة" المفتش لما عملت أنه في المنطقة ويهم بزيارة المؤسسة التي تعمل بها، وهكذا توقفت الدراسة في مستويين تعليميين بدون سبب وجيه، سوى "الخوف" من هذا الكائن العجيب المسمى مفتشا. وقد دفعني حب الاستطلاع بفعل اهتمامي بالموضع لأبحث عن السبب الحقيقي، وكيف يتعامل بالأخص هذا المفتش "العجيب" الذي يفزع.. أول ما سمعت، مطالبته الأساتذة بما يسمى "الجذاذات، وهي أوراق يتم نسخها بخط اليد من المراجع المقررة، وقالت مدرسة، إنه يقرأها كلمة كلمة، ويتوقف عند ما يوجد في رأس الورقة.. وطبعا هذه سمة معاملة أغلب مفتشي التعليم الابتدائي، لا يهمه مستوى التلاميذ الفعلي حسب الفصل الذي يدرسون فيه، ولا إبداع المدرس (ة) الخاص لتلطيف مقرر جاف وتافه، ولا كيف يحل مشكلات تربوية وبيداغوجية يصادفها في عمله.. في عدة حالات يتحول المفتش إلى عنصر مشوش، يخلق ، يستفز، وأحيانا يحتقر.. عوض أن يكون هو مربي كذلك.. في هذا الكلام لن أدافع عن أي مدرس (ة) غشاش، لا يقدر مسؤوليته، يتغيب، يتهاون، لا يبدع.. ومن حق المفتش أن يقوم بواجبه وعمله، لكن في نفس الوقت من الضروري إعادة النظر في الأسلوب الذي يتعامل به المفتشون مع المدرسين، من الضروري إيجاد حل لهذه المهزلة المسماة جذاذات التي لا علاقة لها بجودة التعلمات ولا تضمن أي شيء، ودليلي هو هذا الانحدار في المستوى التعليمي الذي يتحدث عنه الجميع.. يجب محاسبة المدرس(ة) في نهاية السنة عما حققه مع تلاميذه، وليس الاكتفاء بربع ساعة كما يحدث الآن. كتابة مصطفى لمودن